بدأت جنوب إفريقيا، الاثنين، أسبوع حداد على الأسقف ديسموند توتو، الشخصية الرائدة في النضال ضد الفصل العنصري، والذي تشعر البلاد منذ الآن بوطأة خسارته، إذ ستفتقد ضحكته المعهودة وشخصيته الودودة.توفي حائز جائزة نوبل للسلام عن 90 عاماً بعد تغيبه عن الحياة العامة في الأشهر الأخيرة، حيث بدا ضعيفاً. لكن الجميع يتذكر صورته بقامته القصيرة ومثابرته الأسطورية وصراحته في شجب الظلم وانتقاد كل السلطات.ومساء الأحد، أعلنت مؤسسة الأسقف توتو أن جنازته ستقام السبت الأول من كانون الثاني/ يناير.وزار الرئيس سيريل رامافوزا عائلة الراحل بعد ظهر الاثنين، وصرح للصحافيين: "كان شجاعاً وصريحاً، وكنا نحبه من أجل ذلك، لأنه كان صوت الذين لا صوت لهم".وكتب بانيازا ليسوفو، أحد كوادر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي كافح الفصل العنصري والحاكم اليوم: "عندما كنا ناشطين شباباً لا تطلق الشرطة أو الجيش النار علينا إطلاقاً إذا كان رئيس الأساقفة توتو حاضراً. لماذا؟ لا نعرف في الواقع، لكنه كان درعاً لنا".ونعت أرملة نيلسون منديلا توتو بقولها: "استخدم ببراعة منصبه رجلَ دين لتعبئة مواطني جنوب أفريقيا والأفارقة والمجتمع الدولي ضد وحشية وعدم أخلاقية حكومة الفصل العنصري".كان توتو من "قدامى المحاربين" في الكفاح ضد الحكم العنصري للأقلية البيضاء، في جنوب أفريقيا.وتعبيراً عن الحزن، تقرع أجراس كنيسة سانت جورج لمدة 10 دقائق ظهراً، حتى يوم الجمعة 30 ديسمبر القادم، موعد جنازة القس الجنوب أفريقي الراحل، في مدينة كيب تاون. وستلقي عائلة القس الراحل وأرملته "ماما ليا" على جثمانه نظرة الوداع الأخيرة في كاتدرائية القديس جورج، حيث تقام مراسم الجنازة.وطلبت الكنيسة "ممن يسمعون الصوت" التوقف لدقائق متأملين في موته. وحاز ديزموند توتو على جائزة نوبل للسلام في عام 1984، بفضل جهوده في التصدي لنظام الفصل العنصري.وأصر توتو دائماً أن نضاله له دوافع أخلاقية ودينية لا سياسية، وأن "الإيمان بلا عمل ميت"، ولم يقتصر نضاله على النضال ضد نظام الفصل العنصري، بل لم يتردد أن يعبر عن رأيه في كثير من القضايا الإنسانية العالمية.ولم يتردد أيضا في أن يصف بريطانيا، أثناء زيارة له لبرمينغهام العام 1989، بأنها "ذات الأمتين"، وأن السجون البريطانية تعج بالنزلاء السود. كما أغضب زعماء دولة الاحتلال الإسرائيلي عندما شبّه الأفارقة السود في جنوب أفريقيا بالفلسطينيين الذين يقطنون الضفة الغربية وقطاع غزة.وقال توتو إنه لا يستطيع أن يستوعب كيف يمكن لشعب عانى الأمرين كاليهود أن يفرض هذا الكم من المعاناة على الشعب الفلسطيني. كما دافع عن قضايا الفقراء في غير مكان.قال الرئيس الأميركي جو بايدن: "في هذا الصباح بعد عيد الميلاد، نشعر بالحزن عندما علمنا بوفاة خادم حقيقي لله وللشعب، رئيس الأساقفة ديزموند توتو من جنوب إفريقيا".كما قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس: "كان رئيس الأساقفة ديزموند توتو معارضًا قويًا وصريحًا للفصل العنصري، ومدافعًا ملتزمًا عن حقوق الإنسان. لقد ألهم الملايين، ليس فقط في جنوب إفريقيا، ولكن في جميع أنحاء العالم للوقوف إلى جانب أولئك الذين يناضلون من أجل الحرية والعدالة".أما مؤسسة نيلسون مانديلا فتحدثت عن "مساهماته في النضال ضد الظلم، محليًا وعالميًا، لا يقابلها سوى عمق تفكيره حول صنع مستقبل محرر للمجتمعات البشرية. لقد كان إنسانًا غير عادي. مفكر. قائد. راع".ووصف الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ديزموند توتو بأنه "معلم وصديق وبوصلة أخلاقية بالنسبة لي وللعديد من الآخرين... تمتع بروح عالمية، متأصلًا في النضال من أجل التحرير والعدالة في بلده، ولكنه مهتم أيضًا بالظلم في كل مكان... وسوف نفتقده أنا وميشيل كثيرًا".وقالت إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا: "انضممت إليّ العائلة المالكة بأكملها في حزني العميق على نبأ وفاة رئيس الأساقفة ديزموند توتو، الرجل الذي دافع بلا كلل عن حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم".وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس عن شعوره بالقول "أشعر بحزن عميق لوفاة رئيس الأساقفة ديزموند توتو، شخصية عالمية بارزة من أجل السلام والعدالة، وصوت من لا صوت لهم، ومصدر إلهام للناس في كل مكان... سنواصل استمداد القوة من إنسانيته وشغفه وعزمه على الكفاح من أجل عالم أفضل للجميع".
كيب تاون..جنوب افريقيا : أسبوع من الحداد على وفاة ديسموند توتو في جنوب إفريقيا!!
28.12.2021