قُتِل جندي أردني وأُصيب آخران في هجوم مسلح استهدف دورية لقوات حفظ السلام الأممية في مالي، بحسب ما أعلن الجيش الأردني، اليوم الأربعاء.جاء ذلك وفق بيان لمصـدر عسـكري مسـؤول فـي القيـادة العامـة للقـوات المسـلحة الأردنية، نشرته وكالة الأنباء الرسمية "بترا".وقال المصدر إن "إحـدى دوريات قوة الانتشار السريع مالي/2 وأثناء تنفيذ الواجب ضمن قوات حفظ السلام العاملة هناك، تعرضت لهجوم مسلح".وأضاف أن الهجوم "أدى إلى استشهاد الرقيب علي جمعة شحادة الجوابرة وإصابة الرقيب صهيب صلاح قفطان الزعبي والرقيب أحمد حابس خليف القبلان" دون مزيد من التفاصيل.وبحسب الوكالة، تأتي مشاركة قوة الانتشار السريع الأردنية في مالي في إطار مواصلة القوات المسلحة عملها ومشاركتها قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة في عمليات حفظ الأمن والاستقرار والسلام وتقديم العون الانساني للشعوب المتضررة في مختلف مناطق الصراع في العالم.وتشهد مالي منذ عام 2012، أزمة أمنية لم يسمح انتشار القوات الأجنبية بحلها.ففي أيار/ مايو 2021، استولى الجيش على الحكم في مالي وأعلن رئيس المجلس العسكري، أسيمي غويتا، تجريد الرئيس، باه نداو ورئيس الوزراء، مختار وان من صلاحياتهما، ووعد بإجراء انتخابات العام المقبل.ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، أصبح غويتا رئيسا انتقاليا للبلاد، وتراجع عن وعده الذي تعهد فيه بإعادة السلطة إلى المدنيين بعد انتخابات كان يفترض أن تجري في شباط/ فبراير 2022. وفي التفاصيل تعرّض الموكب الذي كان يضمّ أربعة جنود أردنيين لإطلاق نار مباشر وقذائف لساعة من الوقت، وفق ما أعلن ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمم المتحدة من نيويورك.وتحدّث الناطق باسم بعثة المنظمة الدولية (مينوسما) أوليفييه سالغادو على مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليّة "إرهابيّة" من دون الإشارة لهوية منفذيها.ونقل دوجاريك عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "إدانته الشديدة" للهجوم.وكان غوتيريش أفاد في تقرير إلى مجلس الأمن، نشر صدفة في اليوم نفسه للهجوم، أنّ "مواقع مينوسما في كيدال (حيث وقع الهجوم) كان الأقل عرضة للهجمات".
وذكر التقرير "الآثار المحتملة لتكثيف حوار البعثة مع الفاعلين الأساسيين في المنطقة".إلا أنّ الممثل الخاص للأمم المتحدة في مالي ورئيس بعثة مينوسما القاسم واني قال في بيان إنّ الهجوم الأخير هو خامس حادث يقع في منطقة كيدال خلال أسبوع.ووصف البيان العملية بأنّها "محاولة يائسة أخرى من قبل الجماعات الإرهابية لعرقلة المساعي من أجل السلام في مالي وتنفيذ تفويض مينوسما".
وتنشط قوة "مينوسما" البالغ عديدها نحو 13 ألف عنصر في مالي منذ العام 2013، وتعد حاليا البعثة الأممية الأكثر تكبدا للخسائر البشرية في العالم.وبحسب البعثة قتل 172 من عناصرها خلال هجمات.شهدت مالي، البلد الفقير الواقع في قلب منطقة الساحل، انقلابين عسكريين في آب/أغسطس 2020 وأيار/مايو 2021. وتترافق الأزمة السياسية مع أزمة أمنية خطيرة مستمرة منذ عام 2012 وظهور حركات تمرد انفصالية وجهادية في الشمال.وابتعد المجلس العسكري الحاكم عن فرنسا وشركائها واتجه نحو روسيا لمحاولة وقف الانتشار الجهاديّ الذي تمدد نحو الوسط وباتجاه بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.وأودت أعمال العنف في مالي بحياة الآلاف من المدنيين والعسكريين، وأدّت إلى نزوح مئات الآلاف.!!
باماكو.. مالي :مقتل جنديّ أردنيّ وإصابة اثنين بهجوم في مالي!!
02.06.2022