أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
اسطنبول..تركيا : الجيش التركي يختتم أضخم مناورات عسكرية في بحر “إيجه” وأردوغان يحذر اليونان من “الندم”!!
09.06.2022

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديدات وتحذيرات “حادة” لليونان بسبب ما قال إنه إصرار أثينا على تسليح الجزر منزوعة السلاح قرب السواحل التركية في بحر إيجه، وذلك في ختام واحدة من أضخم المناورات العسكرية التي ينفذها الجيش التركي براً وبحراً وجواً في ولاية إزمير المطلة على بحر إيجه والقريبة من الجزر التي أججت التوتر مجدداً بين البلدين الحليفين في الناتو.وقال الرئيس التركي في كلمة له بختام مناورات “أفس-2022” المتواصلة منذ شهر بمشاركة أكثر من 10 آلاف جندي تركي: “أنا لا أمزح.. أتحدث بجدية.. نحذر اليونان كي تتحلى بالحكمة وتبتعد عن التصرفات والأحلام التي ستؤول إلى الندم”، داعياً أثينا إلى التخلي عن تسليح الجزر غير العسكرية في إيجه والتصرف وفق الاتفاقيات الدولية.وشدد أردوغان على أن “تركيا لن تتنازل عن حقوقها في بحر إيجه ولن تتوانى عن استخدام الصلاحيات المعترف بها في الاتفاقيات الدولية بشأن تسليح الجزر”، مضيفاً: “تركيا لا تنتهك حقوق وقوانين أي دولة، ولا تسمح لأحد بانتهاك حقوقها وقوانينها”.والخميس، شارك الرئيس التركي ووزير الدفاع خلوصي أكار وكبار قادة الجيش في فعاليات الجزء الثاني من “يوم المراقب المميز” في إطار أكبر تدريبات تجريها القوات المسلحة التركية في منطقة “سفري حصار” بولاية إزمير غربي البلاد، حيث وصل أردوغان إلى مكان التدريبات على متن مروحية، وارتدى سترة عسكرية.وبحسب وزارة الدفاع التركية، تعتبر هذه المناورات الأضخم على ساحل بحر إيجه، حيث شارك فيها أكثر من 10 آلاف جندي من الجيش التركي وبمشاركة 37 دولة، وتضمنت مناورات عسكرية على كافة الأسلحة وبالذخيرة الحية شاركت فيها سفن حربية وغواصات وسفن إنزال بحري وطائرات مسيرة ومروحية وحربية إلى جانب الوحدات المختلفة من القوات البرية والوحدات الخاصة، وأنظمة الحرب الإلكترونية.وأظهرت مشاهد تلفزيونية مختلفة طائرات حربية ومروحية ومسيرة مختلفة، وهي تنفذ تدريبات بالذخيرة الحية، إلى جانب عمليات إنزال من سفن إنزال بحري لجنود وعربات برمائية، وضربات مدفعية وصاروخية وعمليات اقتحام، كما تخلل المناورات الكشف وتجريب العديد من الأسلحة والصواريخ تركية الصنع.وعلى مدى الأيام الماضية، اعتبرت وسائل إعلام يونانية مختلفة أن المناورات التركية على بحر إيجه تعتبر بمثابة “رسالة تهديد” إلى اليونان، فيما كتبت صحف يونانية عناوين تحذر فيها من أن تركيا تخطط لـ”احتلال الجزر اليونانية القريبة من السواحل التركية”، وذلك وسط تصاعد التوتر بين البلدين حول ملفات مختلفة أبرزها اتهامات أنقرة لأثينا بتسليح الجزر اليونانية منزوعة السلاح.وعقب أشهر من الهدوء النسبي بين تركيا واليونان حول الكثير من الملفات الخلافية المتجذرة والمتجددة بين البلدين، عادت إلى الواجهة مجدداً الخلافات حول ملفات مختلفة أبرزها قضية تسليح الجزر اليونانية القريبة من السواحل التركية والانتهاكات المتبادلة للمجال الجوي، واتهامات أنقرة لأثينا باستضافة أنشطة لتنظيم “بي كا كا” المصنف من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية، وما أعقب ذلك من استدعاء الخارجية التركية للسفير اليوناني في أنقرة.وقبل أيام، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن اليونان انتهكت الوضع القائم في جزر شرق بحر إيجه، وأكد أن عليها نزع الأسلحة و”إلا فسيبدأ بحث مسألة السيادة”، في تهديد كررته تركيا في السنوات الأخيرة واعتبرته اليونان “تشكيكاً في سيادتها على جزرها”.وقال الوزير التركي إنه تم وضع عدد من الجزر تحت سيطرة اليونان عام 1923 بموجب اتفاقية لوزان، وعدد آخر وفقا لاتفاقية باريس عام 1947، مشيرا إلى أن الاتفاقيتين تضمنتا شرط عدم تسليح هذه الجزر، لافتاً إلى أن “الحكومة اليونانية أنكرت في البداية تسليحها الجزر المعنية، ثم اعترفت لاحقا، مبررة ذلك بوجود تهديد من تركيا”، مشيراً إلى أن “تركيا وجهت التحذيرات اللازمة لليونان، وبعثت رسالتين للأمم المتحدة، ذكرت في الأولى أن أثينا سلّحت الجزر وأن ذلك انتهاك للاتفاقيتين، وشرحت في الثانية الوجه القانوني للمسألة بالتفصيل”.وسبق أن اعتبر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن “الحشد العسكري اليوناني في 16 جزيرة ببحر إيجه مخالف للقوانين الدولية”. وتؤكد تركيا أن تسليح الجزر يشكل تهديداً على أمنها القومي، وتقول إن معاهدة لوزان للسلام، “أحدثت وضعا غير عسكري في جزر بحر إيجه، بعد الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الأمنية لتركيا، وهذا الوضع استمر في معاهدة باريس للسلام، عبر الاعتراف الصريح والواضح به، فهذه المعاهدة خلقت وضعا حياديا لصالح تركيا”.ومنذ سنوات، تتهم تركيا اليونان بالتحشيد العسكري في العديد من الجزر القريبة منها والتي تنص العديد من الاتفاقيات الدولية على إبقائها منزوعة من السلاح. ومؤخراً عادت أنقرة لطرح الملف بقوة، قبل أن تُظهر صور تداولتها وسائل إعلام يونانية وتركية، إرسال أثينا عناصر من الجيش اليوناني مدججين بالأسلحة إلى جزيرة “ميس” التي لا تبعد سوى أقل من ثلاثة أميال عن السواحل التركية، وهو ما كاد أن يفجر نزاعا مسلحا بين البلدين العام الماضي.والخلاف بين تركيا واليونان على ملكية العديد من الجزر ووضعها القانوني والعسكري بالإضافة إلى الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة في بحريْ إيجه والمتوسط متواصل منذ عقود، لكنه تصاعد بشكل خطير مؤخراً مع اكتشافات الغاز الأخيرة، وبدء التنقيب التركي في مناطق متنازع عليها، ونشر سفن حربية وطائرات عسكرية تركية في المنطقة، وصولاً لإعلان أردوغان قبل أيام إلغاء مجلس التعاون بين البلدين ووقف المحادثات مع أثينا.


1