بينما تتصاعد حدة التوتر بين تايوان والصين، جددت الأخيرة مطالبتها بخروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية بسبب عدم شرعية وجود تلك القوات. وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان قالت بكين: إنه «أمر مروع أن نرى الحجم الهائل والنهب الأمريكي في سوريا والذي كان مستمراً في الوقت الذي تحاول فيه البلاد الخروج من أزمة استمرت لأكثر من عقد من الزمن وأزمة إنسانية خطيرة تواجه شعبهاوأضاف المتحدث أن القوات الأمريكية تسيطر على النفط والغاز الطبيعي وموارد الدولة الأخرى وما زالوا يحتلون حقول النفط الرئيسة كما نهبوا أكثر من 80 في المئة من إنتاج النفط في البلاد وأحرقوا ونهبوا مخزون القمح في سوريا ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فيها، حسب قوله. وقال «ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء وجودها العسكري غير القانوني وعملياتها في سوريا ووقف الإجراءات أحادية الجانب والتوقف عن سرقة النفط والحبوب كما عليها أن ترد للشعب السوري ثرواته التي هي حق له»، حسب تعبيره.ويأتي الموقف الصيني بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن صفقة أسلحة جديدة قيمتها 1,1 مليار دولار لتايوان، بهدف تعزيز دفاعات تايوان. وفي هذا الصدد، يضع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي، الطلب الصيني في إطار الرد على تصعيد الولايات المتحدة تجاه الصين والذي بلغ ذروته بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان مطلع آب/أغسطس الماضي. ويضيف لـ«القدس العربي» أن الطلب الصيني بسحب القوات الأمريكية يأتي لزيادة الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة من الأطراف الإقليمية والدولية الموجودة (روسيا، إيران، تركيا) في سوريا أو ما يعرف بمحور «أستانة»، وذلك في إشارة منه إلى الهجمات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في شرق دير الزور من قبل ميليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وفي قاعدة التنف – المنطقة 55 – من روسيا.وحسب المعراوي فإن مصلحة الصين تلتقي مع إيران وروسيا في سوريا، وخاصة أن استراتيجية الولايات المتحدة تركز حالياً على عدم ترك أي فراغ في منطقة الشرق الأوسط قد تستفيد منه الصين. وكانت خارجية النظام السوري قد أدانت بشدة استمرار تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للصين، مؤكدة وقوفها إلى جانب بكين في الدفاع عن سيادتها وأمنها ودعمها مبدأ «صين واحدة».وقالت وزارة الخارجية والمغتربين قبل يومين إن «سوريا تدعم بشكل مستمر ومطلق وغير محدود جهود الصين ومواقفها المبدئية في مواجهة محاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية سواء في تايوان أو هونغ كونغ أو شينجيانغ»، مشددة على حق الصين غير القابل للتفاوض أو المساومة في اتخاذ ما تقرره من إجراءات وخطوات لحماية وصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.وتربط الصين بالنظام السوري اتفاقيات عديدة في مجالات النفط والأسلحة، وذكرت مصادر إسرائيلية لموقع «بريكينغ ديفينس»، بأن الصين تحاول بيع سوريا بعض المنظومات الدفاعية والتي قد تجعل العمليات الإسرائيلية في سوريا أكثر تعقيداً. وأضاف في تموز/يوليو الماضي أن لديها مؤشرات على أن خبراء صينيين زاروا خلال الأشهر الأخيرة منشآت عسكرية سورية تضررت خلال الحرب.يذكر أن الصين أعلنت في حزيران/يونيو الماضي، أن «الوجود الأمريكي في شمال شرقي سوريا غير شرعي، ويأتي بذريعة مساعدة الكرد في القضاء على تهديد تنظيم الدولة»، مضيفة أن «الجيش الأمريكي يُسيطر على أكبر حقول النفط والغاز في سوريا ويصدر النفط إلى قواعده في العراق منذ أكثر من 5 سنوات»، لكن لا توجد تقارير محايدة تشير لقيام القوات الأمريكية بالاستفادة من حقول النفط شرق سوريا كما تقول الحكومة الصينية.وأنشأت قوات التحالف الدولي بقيادة القوات الأمريكية، قاعدة عسكرية جديدة لها في ريف مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.وحسب مصادر محلية لموقع «تلفزيون سوريا» المعارض، فإن قوات التحالف الدولي بالتنسيق مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) أنشأت حديثاً قاعدة عسكرية في قرية نقارة في ريف القامشلي، وذلك بالتزامن مع إنهاء عملية إنشاء قاعدتين مشابهتين في قرية هيمو وقرية تل فارس في ريف القامشلي. وتكمن أهمية موقع القاعدة الجديدة في قربها من مطار القامشلي الخاضع لسيطرة القوات الروسية.وكانت قد وصلت تعزيزات عسكرية ولوجستية من الأراضي العراقية إلى محافظة الحسكة عبر منطقة اليعربية الحدودية خلال الـ 48 ساعة، تضم نحو 80 شاحنة بحماية من المروحيات الأمريكية. وأوضح المصدر أن هذه التعزيزات تضمنت صناديق ضخمة من الذخائر المختلفة، وكتلاً إسمنتية، ومولدات كهربائية، وخزانات وقود، وستراً واقية وخوذاً عسكرية. وشهدت الحسكة ودير الزور تزايداً لتحركات التحالف الدولي من حيث إنشاء القواعد العسكرية والتعزيزات العسكرية واللوجستية عقب تزايد التحركات الإيرانية في محافظة دير الزور غربي الفرات.
بكين..الصين:الصين تجدد مطالبها بسحب القوات الأمريكية من سوريا… ما علاقة أزمة تايوان؟
06.09.2022