تعهد الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا بخدمة شعب المملكة المتحدة والمناطق والأقاليم الأخرى مدى الحياة في خطاب رسمي للأمة بعد يوم واحد من وفاة والدته الملكة إليزابيث. وفي كلمة متلفزة من قصر باكينغهام، الذي وصل اليه بعد الظهر، وصف الملكة الراحلة التي حكمت طوال سبعين عاما بأنها “مصدر إلهام ومثال” بالنسبة اليه والى عائلته. وقال: “ولأمي الحبيبة، في وقت تبدأي رحلتك الكبرى الأخيرة للانضمام الى والدي الراحل الغالي، أريد أن اقول هذا فقط: شكرا”. ومن المقرر أن يعلن تشارلز الثالث ملكاً رسمياً صباح اليوم السبت.وقال تشارلز الثالث في خطابه: “مثلما كانت تفعل الملكة نفسها، بمثل هذا التفاني الذي لا يتزعزع، أنا أيضا أتعهد الآن رسميا، على مدى ما بقي من العمر، الذي قدره الله لي، بالتمسك بالمبادئ الدستورية الراسخة في أمتنا”. وأشار إلى أنه على مدى 70 عاماً صار المجتمع البريطاني متعدد الثقافات والديانات، مضيفاً: “أينما كنت تعيش في المملكة المتحدة، أو في المناطق التابعة والأقاليم في جميع أنحاء العالم، ومهما كانت خلفيتك أو معتقداتك، سأسعى لخدمتك بإخلاص واحترام ومحبة، كما فعلت طيلة حياتي”.وقبل إلقائه خطبته، ترجل تشارلز الثالث من سيارته أمام قصر باكينغهام وصافح عشرات الأشخاص في تحية للحشود المجتمعة. لم تكن هذه المحطة مدرجة في البروتوكول المرسوم فيما أعربت الحشود عن فرحتها بالملك الجديد بعدما بكت رحيل إليزابيث الثانية التي توفيت الخميس.ورددت على مسامع تشارلز عبارات مثل “نحبك الملك تشارلز” فيما صدحت صيحات تأييد وعلا التصفيق. وخصت الجموع الملك الجديد باستقبال حار، رغم أن شعبيته أقل بكثير من شعبية والدته بشكل عام.وصافح تشارلز الثالث الذي ارتدى بزة سوداء عشرات الأشخاص، وسار بمحاذاة الحشود المجتمعة وراء حواجز حديد، عشرات الأمتار. وتظهر مشاهد صورت من مروحية آلاف الأشخاص المحتشدين أمام قصر باكينغهام ليشهدوا هذا الحدث التاريخي. واطلع مع زوجته كاميلا التي ارتدت فستانا أسود على مئات باقات الزهر التي وضعت منذ الخميس أمام سور القصر.ووصل تشارلز الثالث إلى لندن من قصر بالمورال في اسكتلندا حيث توفيت الملكة بعد ظهر الخميس. وبعدما حطت طائرته في لندن استقل سيارة للوصول إلى القصر.وأطلقت 96 طلقة مدفعية، الجمعة، في أنحاء المملكة المتحدة تكريما وحدادا على الملكة الراحلة. وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن عدد طلقات المدفعية يرمز إلى عمر الملكة التي توفيت عن عمر يناهز 96 عاما بعد 70 عاما من اعتلائها العرش. وأضافت الوكالة أن “الإطلاق كان من مدافع العاصمة لندن، والمراكز العسكرية في أنحاء البلاد”.”.في حين أن العلاقة الإسرائيلية – البريطانية توصف دوماً بأنها مميزة، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بزيارة الملكة البريطانية الى إسرائيل، إذ لم تزر الملكة اليزابيث الثانية، التي رحلت، الخميس، إسرائيل أبدا في عمرها، الذي امتد الى 96 عاما.وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أمس الجمعة، إلى أن الملكة زارت 120 دولة حول العالم، لكنها لم تزر إسرائيل أبدا. وقالت إن الممثلين البريطانيين الرسميين كانوا يبررون سبب مقاطعة الملكة لدولة إسرائيل، بـ”جواب متلعثم: عندما يكون هناك سلام دائم”. وأضافت الصحيفة مستدركة: “هذا بالطبع لم يمنع الملكة من زيارة الدول العربية”. وأوضحت الصحيفة أن مارغريت تاتشر كانت أول زعيم بريطاني يزور إسرائيل عام 1986.وذكر موقع “ميدل إيست أي” أنه عندما زارت الملكة الأردن، عام 1984، ورد أنها قالت: “يا له من أمر مخيف”، عند مرور طائرات مقاتلة إسرائيلية في أجواء الضفة الغربية التي كانت تنظر إليها من بعيد. وفي وقت لاحق، بعد اطلاعها على خريطة تظهر مواقع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، نُقل عن الملكة إليزابيث قولها: “يا لها من خريطة محبطة”.ولم يسلم الملك تشارلز الثالث من الانتقادات إذ كتب في رسالة إلى صديق يعود تاريخها إلى عام 1986، ولكن تم الكشف عنها في عام 2017، إلى أن “تدفق اليهود الأوروبيين الأجانب” إلى إسرائيل يؤجج الصراع المستمر بين إسرائيل والعالم العربي. وتابع في رسالته عقب زيارة إلى الخليج مع الأميرة ديانا: “بالتأكيد يجب أن يتحلى بعض الرؤساء الأمريكيين بالشجاعة للوقوف ومواجهة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة؟”، مستدركاً بقوله: ” لعلي ساذجا”.
لندن..بريطانيا : الملك تشارلز الثالث يعد بخدمة البريطانيين «من كل الثقافات والأديان»!!
10.09.2022